وقفة مع الفكر الحر


لقد أثار بعض المدونين والقائمين على بعض البرامج الحوارية
قضية فى غاية الأهمية وأخذوا يدافعون عنها بكل ما أوتوا من فكر دينى كان أو سياسى
إنهم يدافعون فى قضيتهم عن الأقلية النصرانية فى بلادنا
حتى قال أحدهم لماذا نحرم القبطى من حقه فى رئاسة الجمهورية
وقال أنه إذا كان من حقه الترشيح لعضوية مجلس الشعب وهو كما نعلم سلطة تشريعية
فإنه من الأولى إعطائه حق الترشيح لرئاسة الجمهورية التى هى من المفترض سلطة تنفيذية
وانقسم المدونون المصريون ولا أقول المسلمين عملا بقولهم أننا مصريون قبل أن نكون مسلمين فهم يريدون أن ينحوا الدين جانبا
يقولون وداعا للتعصب الدينى , يقولون مرحبا بالفكر الحر
فالمسلم إنسان والنصرانى إنسان واليهودى إنسان يجب أن نعطيه حقه كمواطن مصرى وليس على أساس دينه
فتقديم المرء على أساس دينى ماهى إلا عودة إلى الرجعية من وجهة نظرهم
لقد إنقسم المدونون هؤلاء إلى مؤيد ومعارض
القائل بفكرة تولى القبطى الرئاسة يرى أنها سلطة تنفيذية
والقائل بحقه كعضو فى مجلس الشعب لأن الرئيس بمثابة الخليفة
ولك أن تعلم أن كلا الفريقين قد استدلا بالأيات القرآنية والأحاديث لإثبات رأيه
إنه ينتقى من الدلائل ما يؤيده ويترك ما يعارضه
وأنا أتساءل هل تريدون إحياء فكرة تقديم العقل على النقل التى إبتدعها لنا علماء فى نظر الناس وما هم بعلماء
أم ماذا تريدون؟
تريدون هدم الصرح الإسلامى الشامخ لتبنوه من جديد كما يحلو لكم
إننا نحن المسلمين قد آمنا بما أنزل ربنا كله ما وافق العقل وما لم يوافق وإن تعارض النص مع عقلى فعقلى بالطبع هو المخطئ
فأنا بشر لم أصل لدرجة الكمال التى لم ولن يصل إليها بشر
فهى صفة من صفات الله

بل إن أحدهم قال : لو منع المسلم من حقه فى الترشيح للرئاسة فى البلاد غير المسلمة دى مش هتبقى حاجة تضايق ومش هتزعل؟
وأنا أرد عليه بكل تلقائية : لا مش هتبقى حاجة تزعل

ولكن عندما يحرم إنسان فى دولة غير مسلمة من أداء وظيفته لمجرد أن إسمه إسلام هتبقى حاجة تزعل
وعندما تحرم فتيات فى دولة غير مسلمة من الذهاب للدراسة لمجرد أن لبسن الحجاب هتبقى حاجة تزعل
وعندما ينال الإنسان تفتيشا مهينا فى المطارات لمجرد وجود مسلم فى خانة الديانة هتبقى حاجة تزعل
وعندما تنهال علينا الجرائد غير المسلمة سبا فى نبينا وحبيبنا رسول الله من كاريكاتيرات ساخرة وعناوين مسيئة بدعى حرية التعبير هتبقى حاجة تزعل

أقول لكم لقد إنشغلتم بالدفاع عن أقلية قبطية فى مصر بحجة أننا مصريون فلنفرض أننى أوافقكم الرأى
كان الأولى من الأقلية القبطية أن تسعى هى إلى ما يسمى الوحدة الوطنية البعيدة عن التعصب الدينى
ولكن هذا لم يحدث فهذا نجيب سويرس الذى يمتلك إحدى كبريات شركات المحمول فى مصر فهو أحد رجال الأعمال الذين من المفترض أن تفخر بهم مصر كان من الأولى من هذا أن ينظر إلى كيانه المصرى أولا قبل الكيان القبطى
يخرج علينا هذا الثعلب بأكبر حركات التبشير والتنصير فى مصر
لقد أراد الله تعالى أن يظهر لنا حقده الصليبى الدفين على الإسلام
وبفضل الله وعلى الرغم من الأموال والمجهودات التى تنفق على دعاوى التنصير يقابلها عند المسلمين ( اللى يعوزو البيت يحرم على الجامع ) إلا أن الإسلام ما زال محتفظا بمكانته فهو ولا فخر دين التسامح هو دين (لكم دينكم ولى دين)
لقد رأيت من بعض الأصحاب مثال حيا للشباب المسلم فما إن سمعوا عن إمدادات نجيب سويرس للحركة التنصيرية لا وفقها الله
إلا أن ألقوا بخطوطهم على الأرض
فما قيمة الحياة إن كانت نقودنا تنفق على من يسبون نبينا
ولنفرض أن رد أحدهم وقال أن هذا الرجل حالة وحيدة ولا ينبغى أن نحكم على باقى الأقباط بما يفعله هذا السافل
فلنلقى نظرة سريعة على أقباط المهجر ومدى تأثيرهم على الأقباط داخل مصر
وللننظر إلى ولاء أقباط مصر إلى أقباط المهجر
إنهم يسيرون بمبدأ سمعنا وأطعنا
وليس هناك دليل أكبر من هذه التمثيلية السخيفة التى هى من صنعهم حيث يظهر فيها قبطى قد دخل فى الإسلام ثم إرتد وعاد وأتو إليه المسلمين يريدون قتله
ويقف الممثل ليلقى درسا للمسلمين ويعلمهم ويوبخهم فلقد تركه النصارى يدخل فى الإسلام طالما أن هذه رغبته وعندما عاد تريون قتله
قلت لكم إنه حقد صليبى دفين فالواقع أمامنا خير رد على ما صنعوه بأمر من أقباط المهجر
وخلاصة الكلام أن ما حدث فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من حقوق أعطاها لليهود والنصارى كادت تتساوى مع المسلمين كما يقولون , فلقد كان المسلمين أعزاء آنذاك يمنحوا بسماحة الإسلام ما أمرهم به الله
أما الآن تريدون أن نعطى للأقباط حقوق قد سلبت منا لا أقول خارج مصر بل داخلها وهى الدولة الإسلامية ولا عزاء لليهود
لا تظنوا يا سادة أن هذه دعوة منى للتعصب الدينى فنحن فى أول الأمر ننتمى إلى دين التسامح
ولكن هذا التسامح لا يمكن أن يقصد به الإذلال الذى نحن عليه الآن , فما حظيت مصر بفترة عز وحرية إلا يوم أن دخلها عمرو بن العاص ناشرا دين العدل والمساواة