باجوجو طلع خايب



وها قد انتهى رمضان .. شهر الصيام .. شهر القيام .. شهر الصالحات من الأعمال
ولكن ماذا بعد رمضان ..
هل ستترك كل شئ وراءك؟
هل ستنسى يوما أن هناك قيام ليل؟
هل ستنسى أنك يوما ما كنت تقرأ جزءا أو جزئين من القرآن؟

فلربما نعرف جميعا أن رمضان شهر عبادة
ولكن لا يقصد بهذا أن باقى الشهور شهور عصيان

ربما كان عون الله لنا فى رمضان أشد من غيره.. من تصفيد للشياطين وغيره
ولكن لا يعنى هذا أن الله سيتخلى عنك فى باقى الشهور
وكما استطعت أن تتصدى للمؤامرات التى تحاك لك فى رمضان
فإنك تستطيع أيضا أن تتصدى لما يحاك لك فى غير رمضان

فها قد عاد إبليس بعد فترة استجمام استغرقت شهرا كاملا

عاد لكى يسير فى نفس الطريق الذى أعده لنفسه من قبل
عاد والغضب يملأ قلبه لما كان يحدث فى غيابه
حاملا على عاتقه رسالة إغواء الأمة المحمدية

وكعادته مر على بيت باجوجو لكى يعاتبه على ما كان منه من تقصير

طرق الباب والغضب يملأ وجهه
فتح له باجوجو ويديه ترتجفان من الخوف ثم دعاه للجلوس
إبليس : أن مش هتكلم كتير الصورة اللى تحت دى هى اللى هتتكلم



باجوجو
: أنا والله يا إبليس عملتلهم المستحيل

إبليس
: مستحيل إيه اللى انت بتتكلم عنه

أكتر من عشر تلاف فى مسجد واحد وتقوللى مستحيل
مش كدة وبس... دول كمان كانو بيبكوا
يعنى خشوع... وانت عارف إنى بتضايق جدا من موضوع الخشوع ده

يزداد وجه باجوجو إحمرارا وينظر إلى الأرض فى صمت


إبليس
: سكت ليه .. فين المسلسلات .. ومش هتقدر تصلى الفجر... والكلام اللى وجعت دماغى بيه


باجوجو
: سامحنى يا إبليس


إبليس
: الشغلانة بتاعتنا دى يا باجوجو مفيهاش سامحنى

الغلطة الواحدة ممكن تطير فيها رقاب

باجوجو
: طب أنا خدامك قوللى أعمل إيه وأنا أعمله علطول


أبليس
: لا يا باجوجو انت بقيت ورقة محروقة بالنسبالهم


باجوجو
: مش فاهم


إبليس
: يعنى خلاص انت تشيل ايدك من اللعبة

أنا رجعت ولسة بصحتى

باجوجو
: طب ليه كده أنا عندى خطط خمسية ممكن تفيدك


إبليس
: هاهاها والله عال يا باجوجو

على أخر الزمن انت اللى هتحطلى خطط
إنت نسيت أنا مين يله ولا أفكرك

باجوجو
: وعلى إيه الطيب أحسن

وعموما يا سيدى انت حر

إبليس
: ما تزعلش أوى كده أنا برضه ممكن أحتاجلك


باجوجو ووجهه يبدو عليه السعادة
: بجد يا إبليس؟!! .. وأنا خدامك


إبليس
: بص يا عم باجوجو إنت تحاول على قد ما تقدر تفتح السنيمات اللى اتقفلت

بس وحياتك أفلام العيد عايزها حاجة تانية مش زى كل سنة
الناس زهقت يا باجوجو ولازم ننوع

باجوجو
: وأنا تحت أمرك .. إطمن


إبليس
: متقوليش إطمن .. الكلمة دى بقت بتضايقنى

أنا عايز فعل مش عايز كلام
يا إما بقى أشوف باجوجو غيرك
ما انتو بقيتوا ماليين البلد

باجوجو
: لا ياباشا أرجوك .. أنا من غيرك ولا أسوى


إبليس
: أما أنا بقى فقدامى شغل كتير لازم أعمله

بس لازم كدة أستعد كويس عشان رمضان جمد عين الناس على الآخر

باجوجو
: هتعمل إيه يعنى معاهم؟


إبليس
: بص يا باجوجو أنا مش زى أى حد

أنا بحب أمشى سيستيماتك

باجوجو
: مش فاهم يعنى ايه سيمبتوماتك دى


إبليس
: سيبتوماتك إيه ياحمار؟....

أنا همشى بنظام يعنى
هبدأ مثلا بالصلاة .... مش خليهم يصلوا...
لو معرفتش.. يبقى مفيش صلا فى الجامع..

شوفت الجامع اللى كان مليان فى صلاة الفجر؟

باجوجو ينظر الأرض فى خجل


إبليس :إحتمال متشوفهوش تانى


طبعا بقى صلاة القيام دى كانت فى رمضان بس عشان أنا مش موجود
بس إبقى خلى حد بس يفكر يقيم الليل كده

القرآن بقى ياسيدى... أنا نويت أرجع التراب اللى كان على المصاحف تانى
إنسى بقى إن حد يختم قرآن

بس فى حاجة صعبانة عليه أوى


باجوجو
:إيه خير؟


إبليس
: الأهل و الأخوات اللى سايبهم متخانقين أرجع ألاقيهم بيفطرو وياكلو مع بعض

بس ملحوقة أنا هعرف إزاى أرجعهم تانى

باجوجو
: إزاى؟


إبليس
: لا دى شغلتى بقى

أنا الظاهر اتكلمت فى كلام مكنشى لازم أقوله
دى أسرار متخليش الناس تاخد بالها من شغلنا

باجوجو
: تصدق أنا كل يوم بكتشف إنك أذكى من اليوم اللى قبله


إبليس
:أنا هقوم أمشى بقى لأنى مضطر أبدأ الشغل وأنا راجع سخن كده عشان كده الوقت بيضيع

مسرحية باجوجو



مسرحية باجوجو كانت وما زلت أحب المسرحيات إلى قلبى

يكفى أنها المسرحية الوحيدة التى شاهدتها مرتين

كانت أولاهما منذ أربع سنوات فى ساقية الصاوى
والمرة الثانية بعدها بسنتين فى مسرح الجمهورية

وكيف لا وقد رأيت فيها عرضا مشوقا مع فكرة قيمة
تخرج منها بهدف قلما تخرج بمثله من أى عرض مسرحى

عندما جاءتنى فكرة عمل المدونة
أشار على أحد الأصدقاء وقد كان رامى شهاب الدين
أن أتخذ من باجوجو إسما لها
وذلك بعدما سمع أغنية باجوجو المعدة خصيصا لهذا العمل المسرحى الرائع
والتى تم وضعها على المدونة
وهى كلمات/أحمد شاهين
ألحان وغناء/محمد الصاوى
منذ فترة تم الإتصال بمخرج المسرحية
لأخذ رأيه فى المدونة ولأطلب منه وضع الأغنية الباجوجية على المدونة
فأشار على بأن أضع هذا البوست
حتى يعرف الناس ما هى باجوجو وممن أخذت الإسم
وقد وافقته لأن هذا من باب إعطاء الحق لأصحابه
وقد كان من المفترض منى أن أستئذنه قبل عمل المدونة
فأعتذر له وأرجو أن أكون بذلك قد وفيته حقه


وإليكم تفاصيل مسرحية باجوجو

تأليف/ رجب حسن
اعداد و اخراج/ وليد طلعت

..عرضت في
مهرجان الفنون المسرحية الـ 28 بجامعة حلوان 2004
ساقية عبد المنعم الصاوي 2004
مهرجان ساقية عبد المنعم الصاوي المسرحي الثاني 2004
المهرجان القومي الأول للمسرح 2006

تدور أحداث المسرحية حول فكرة الباجوجو وكيف أنه موجود فى كل العصور بلا استثناء

ففى البداية يظهر لنا كاتب يريد أنا يترك كتاباته
لأنه وجد الفساد قد ملأ الدنيا فهو بمجرد أن يشغل الراديو ليسمع أخبار العالم
يستفيض المزيع فى ذكر القتلى والدماء

عندما قرر هذا الكاتب أن يترك كتاباته فهو قد وجد الخيانة ملأت كل العصور.. فعن أى عصر يتكلم

جاءه أحد الممثلين كأنه الضمير وشجعه ألا يترك الكتابة
وعلمه أن التاريخ مع أنه مليئ بالباجوجو إلا أنه لا بد أن يكتب فهناك حقب زمنية بلا باجوجو

وتتوالى المشاهد لتبين لنا عصورا تاريخية متفاوتة ملأها الباجوجو
وبعد إنتهاء كل عصر يأتى الكاتب وضميره
ليبين الكاتب أن كل العصور مليئة
ويبين الضمير

أنا هناك عصور لم يتحدث عنها الكاتب خالية من الباجوجو

لن أطيل عليكم .. من أراد المزيد فيمكنه أن يشاهد المسرحية كاملة