حوار ساخر


كل واحد مننا رمضان بيفكره بحاجه معينة
يعنى أول ميسمع رمضان قرب.. يبقى بكار قرب -
يبقى مسلسلات رمضان على وصول - يبقى تامر وشوقية الجزء التالت
غيره رمضان ممكن يفكره بصلاة الفجر - بالسحور - بصلاة التراويح
إنت ياترى رمضان بيفكرك بإيه؟ يريت متديش إجابة غير بعد قراءة البوست


فى أخر يوم من شعبان توجه السيد إبليس إلى بيت المدعو باجوجو للاتفاق على بعض الأمور الضرورية والاستعداد لخوض المعركة الرمضانية
وبعد التحية والسلام دخل إبليس فى الموضوع

إبليس:إنت عارف يا باجوجو إنى هغيب عنكم الشهر اللى جاى كله
باجوجو: ليه بس كده!!.. إنت عارف إننا منقدرش نستغنى عنك
إبليس: يا باجوجو دا قضاء ربنا ولازم نرضى بيه
باجوجو: كلك إيمان يا إبليس ياخويا
إبليس: المهم عملتلى إيه فى موضوع التراويح اللى قلتلك عليه؟
باجوجو: إطمن بعد النهارده مفيش تراويح
إنت لو عارف أنا حاطتلهم مسلسل إيه فى وقت التراويح مكنتش تقلق خالص
إبليس: عفارم عليك يا واد يا باجوجو
باجوجو: بس والله يا إبليس يا خويا عندى مشكلة مش لاقيلها حل
إبليس: إيه هى المشكلة؟.. إتكلم..قلقتنى
باجوجو: لأ إطمن.. أنا بس مش عارف نعمل إيه مع الناس الموس اللى نازلين قراية قرآن ليل ونهار
دول ناقص يحفظوه يا إبليس
إبليس: لا بقوللك إيه إنت تصرف وبأسرع وقت
إنشالله لو حصلت تصادر كل المصاحف
باجوجو: حتى لو عملنا كده .. فيه ناس حفظاه
هنعمل معاهم إيه بس؟!
إبليس: تاهت ولقناها.. أنا عايز الأغانى تنطق فى كل البيوت
البيت اللى مفهوش أغانى خدو إسمه
ومفيش حاجة إسمها حلقات ذكر
المسجد يتقفل أول بأول
باجوجو: كلامك أوامر يا أبو الأباليس ..
بس تعرف أنا عندى ليك خبر هيفرحك
إبليس: إيه الشيخ محمد حسين يعقوب كان راكب جنب السواق من غير حزام قامو دفعوه خمسين جنيه؟
باجوجو: لا حاجة أحسن
إبليس: الشيخ محمد حسان كان فى مجلس الشورى وهو بيتحرق؟
باجوجو: لا أحسن
إبليس: يبقى الشيخ أبو إسحاق كان فى عبارة وغرقت بيه؟
باجوجو: لأ برده
إبليس: ياراجل طب إتكلم.. قول
باجوجو: مين النهاردة يا عم إبليس مفيش حاجة إسمها صلاة فجر
إبليس: إيه وزارة الأوقاف قفلت المساجد؟
باجوجو:ياريت مش للدرجة
أنا هخلى الغلبان يفضل قاعد قدام التلفزيون لحد بعد الساعة واحدة
مش سايبلهم خمس دقايق فاضيين كله مليان
إبليس: طب ياباشا مهو هيصحى يتسحر ويصلى الفجر
بعد طبعامينام لخمسة الصبح
باجوجو: لا هو أنا مقولتلكش؟
إبليس: قولتلى إيه؟
باجوجو: أنا غيرت الساعة من النهاردة
الفجر بقى بيدن الساعة أربعة
وبكده من الأفضل لأى واحد يتصحر قبل ما ينام
إبليس: دا إنت طلعت شيطان يا باجوجو
باجوجو: تلميذك يا باشا
إبليس: أنا كده أقدر أمشى وأنا مطمن إنى سايب ورايا واحد زيك يا باجوجو

إرادة تذيب الصخور


لقد سمعنا كثيرا عن أناس قاموا ببطولات لا يقوى عليها الكثير
، ولكن حين أسمع عن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ومواقفهم مع الحياة
يأتينى إحساس عجيب بأننى أسمع عن سوبر مان
فتأملت فى حياتنا وحياتهم فوجدتنا نفوقهم عدة وإمكانات
أتاحها لنا عصر التكنولوجيا
ممع هذا لم نسمع عن أفراد أو جماعات فى هذا العصر فعلوا بفعل الصحابة
وبحثت عن السبب فعرفت أننا ينقصنا الحافز
نعم... إنا الإرادة التى ضعفت فى شباب هذا العصر

فها هو زيد بن ثابت صحابى جليل أتقن اللغة العبرية فى خمسة عشر يوما
حتى أنه ليقف مع أصحاب اللغة الأصليين فلا يعرفون أنه متعلم جديد للغتهم
وما حدث هذا إلا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له (فإنى أخاف على كتابنا)0
وإنى أتساءل هل سمعنا فى عالمنا عمن قاطع البضائع اليهودية لأنه سمع يهوديا يسب ديننا
أو هل سمعنا عمن ترك سماع الأغانى الهابطة والأفلام الداعرة لأنه سمع من يقول بتحريمها
أم هل سمعنا عمن حفظ القرآن فى فترة قصيرة أو طويلة لأنه سمع عن مؤامرات بإزالة بعض آيات القرأن
ولكن هنا يأتى الفرق بين الاستجابة فى الحالتين
فلقد صادفت كلمة النبى قلب رجل محب
فأحدثت تأثيرا يفوق ما نسمع عنه فى قصص الخيال العلمى ، ولا مبالغة
فأى لغة تحتاج لسنوات حتى يتم إتقانها ، ولن يصير بعدها مثل أصحابها تماما

وهناك مواقف شجاعة أخرى كثيرة من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم
فهذا على بن أبى طالب ينام فى فراش النبى يوم الهجرة مع علمه بموت ينتظره على الباب
وهذا أبو بكر الصديق الذى حمل هم هذا الدين على عتقه ، فأحيا الله دينه على يديه بعد موت النبى
فحارب المرتدين ووقف وقفة الشجاع المحب لدين ربه
فاستحق أن ترجح كفة إيمانه حين توزن بإيمان الأمة كلها
ويأتى من بعده عمر بن الخطاب الذى سمعنا عن غلظته وشدته ومع ذلك يبرز فى وجهه خطان أسودان من كثرة البكاء
فاستحق بأن يسلك الشيطان طريقا آخر غير الذى يسلكه

الإرادة هى التى جعلت هؤلاء الصحابة الكرام أهلا بصحبة نبيهم الكريم
هى التى جعلتهم يتحولون من رعاة للغنم إلى قادة للأم فى فترة لا تساوى فى حساب الزمن شيئا

هذه الإرادة التى لو حصلنا عليها واكتسبناها
لكفتنا مؤنة البحث وراء فتات الغرب الذى يلقوه لنا بين الحين والآخر
فهلا استعنا بربنا وأخذنا على أنفسنا أن نعمل من أجل هذا الدين
خالصين فى نيتنا ، داعين الله أن يوفقنا

ويمنحنا
إرادة تذيب الصخور