من الباجوجو؟؟؟





لم يكن أحد ليتوقع ذلك التضارب الفكرى الذى حل بالعالم الإسلامى والعربى فى الفترة الأخيرة التى تزامنت مع أحداث غزة والحرب المنكرة التى شنها مجرمو الحرب من اليهود الملاعين ، ذلك التضارب الفكرى كان النتيجة الحتمية لحرب ثقافية شنها أعداؤنا منذ قرونا عديدة

كان من المفترض أن تكون كلمتنا واحدة ، بل وأفكارنا متوافقة لأن عقيدتنا واحدة ومقياسنا للأمور مقياس شرعى واحد، ولكن هذا لم يحدث

لقد برز هذا التضارب ليس فقط من رؤساء الدول العربية والإسلامية ، ولكن إستطاع وبكل جدارة أن يمد جذوره ليشمل عوام الناس من مثقفين وغير مثقفين ..لك أن تعلم أن هذا التضارب قد زاد فى حدته حتى كدنا لانعرف من هو الباجوجو فى قضية غزة

ولمن يظن أن كلامى يحمل أى نوع من الغموض ليس علية إلا أن يتجه إلى أى جامعة أو أى منطقة أو أى بيت من البيوت ليسأل أفراده كل على حده: من الباجوجو فى أحداث غزة؟؟؟ ليأتيك الجواب من أحدهم مخالفا تماما لإجابة الآخر

وإليكم وجهة نظرى فى تلك الأحداث من معظم جوانبها فى إيجاز وأتمنى ألا يخل بالمعنى وأترك لكم الإجابة على السؤال : هل كانت حماس بما فعلته من إطلاق صواريخ على الإسرائليين هى من تسببت فى نقض الهدنة المتفق عليها أم أنه الحصار الذى فرضته إسرائيل على قطاع غزة حتى كادت تقضى على الفلسطينيين ليس من نفاذ الغاز فحسب ولكن من نفاذ الغذاء أيضا؟وماذا كان سيحدث لو لم تطلق حماس صواريخها؟ هل كان المجتمع الدولى سيهب لنجدة غزة من وطأة الحصار القاسى الذى فرض عليها ظلما وعدوانا؟

فى رأيى إن لم تكن تلك الصواريخ الهزيلة فى إستطاعتها أن تفك ذلك الحصار إلا أنها إستطاعت وبكل جدارة أن توقظ العالم من غفلته وتنبهه إلى خطر يهدد المجتمع البشرى ، فقد كشفت القناع عن أسوأ مخلوقات عاشت على كوكب الأرض ، لك أن تعتبرها مخلوقات بلا قلوب أو حتى عقول ، فان هذا الدماغ الذى صدرت عنه تلك الأفعال لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يكون دماغ إنسان ولكنه دماغ مسخ

وماكانت من زيارة ليفنى للقاهرة قبل القصف بأقل من 48 ساعة ، فلم يكن هذا مستغربا من الماكرين الخبثاء، أكد ذلك ماتوارد من خبر تأخير ميعاد القصف حتى تذهب ليفنى إلى القاهرة وتعود ، ولكن الذى كان مستغربا حقا أن تسكت مصر لتثبت التهمة على نفسها فى وقت كانت مصر فى أشد الحاجة إلى أن تمارس دورها القيادى على دول الشرق الأوسط

ثم ماكان من الدول العربية التى تركت إسرائيل وسفاراتها وإتجهت إلى مصر بأغلظ أنواع الشتائم والمظاهرات ..ربما كان معها الحق فى التحامل على مصر وحكومتها ، ولكنى أعتقد أن هذا التحامل قد زاد فى حدته لينبئ عن شرق أوسط يميل إلى الإنقسام والعداء أكثر مما يميل إلى الوحدة والإستقرار

ثم ماكان من موقف الدول العربية فى مجلس الأمن ، ذلك المجلس الذى ظل أياما مترددا فى أخذ قرار بوقف إطلاق النار ، ويبدو أنه أراد هذه المرة أن يحافظ على هيبته التى أضاعاتها إسرائيل بضربها عرض الحائط بقراراته الهزيلة ، لكنه وبعد إلحاح من باقى الدول التى آلمتها مناظر الدماء المهدرة تنازل أخيرا عن إحتفاظه بهيبته ليصدر قرار هو أول العارفين بمصيره المحتوم الذى آلت إليه كل قرارته من قبل

ثم ماكان من إنتقال إسرائيل إلى المرحلة البرية لتفاجأ بثبات روح المقاومة الحمساوية تصمد أمامها أياما عديدة ، وفى النهاية عندما وجدت إسرائيل نفسها عاجزة عن تحقيق حلمها بالقضاء على حماس نهائيا ، وتصاعد نداءات أوربية تطالب بتقديم قادة إسرائيل إلى المحاكم الدولية ، لم يكن منها إلا أن أذعنت للمبادرة المصرية التى حضرها قادة أوربا والتى -كما قال هيكل- رأت إسرائيل فى الموافقة عليها حماية لها من أى محاكمة دولية

كان الموقف الأمريكى منذ اللحظة الأولى صارما بأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ، كانت هذه المقولة هى الرد على كل متكلم حقير فى نظر السياسة الأمريكية والتى إعتادت على إذلال من خالفها الرأى

توقعت أن الجملة تلك سوف تتغير مع الرئيس أوباما حتى ولو أتى بجملة تؤدى نفس المعنى ، ولكن الله أراد أن يسقط ذلك القناع الزائف من أول لحظات حكم أوباما ، على العكس تماما الموقف التركى الذى كان بجانب الحق ، وتكلم به علانية دون خوف من إسرائيل أو أمريكا

إنتهى الكلام ويتبقى السؤال: من الباجوجو فى قضية غزة؟؟؟

هل هم الصهاينة الذين طغت عقولهم الإستعمارية على آخر ماتبقى من ذرات الرحمة فى قلوبهم؟أم هم الحمساويين الذين كما يقول البعض وضعوا رؤوس إخوانهم الغزاويين فى فم الحية الصهيوينة؟ أم هى الحكومة المصرية التى إستمرت فى رفضها الغير مبرر لفتح المعابر أو إن شئت قل بمبررات لا يعقلها عاقل؟أم هى أمريكا التى كانت ومازالت تدافع عن الباطل أنى وجدته بدعوى الإرهاب ، ولو صدقت لقالت :نحن لن نحارب الإرهاب لأننا لن نحارب أنفسنا؟أم هم العرب الذين .......؟؟؟؟